صلاح الدين عووضة يكتب : بالضبط!!
28 ابريل 2022م
أين المشكلة؟..
فقد داهمتني – مع الأحزان – جملةٌ من أسئلة كل منها ينتهي بكلمة (بالضبط)..
فأين المشكلة – في كلٍّ منها – تحديداً؟..
فدارفور – مثلاً – تنزف هذه الأيام؛ ولكن منذ متى لم تكن في حالة نزف؟..
من لدن زمن سلاطين وإلى زماننا هذا وهي تنزف..
ومن قبل حاكمها سلاطين هذا كانت تنزف أيضاً؛ وربما تظل تنزف مستقبلاً؟..
وحكى سلاطين كيف أنه عانى من مسببات النزف هذا..
فما أن يفرغ من حل مشكلة بين قبيلتين حتى تندلع حربٌ بين قبيلتين أخريين..
فأين يكمن أُس المُشكلة؟..
هل في المركز؟… هل في القبائل؟… هل في عقلية – وثقافة – أبناء دارفور؟..
أين المشكلة بالضبط؟..
والآن نحن مُقبلون على عيد؛ وكحالنا – كل عام – نقبل عليه ونحن حزينون..
ويناسبنا سؤال المتنبى (بأية حالٍ عدت يا عيد؟)..
حزينون… ومطحونون… ومتألمون؛ ولا يكاد الفرح يعرف سبيله إلينا..
وفي عامنا هذا نفسه صُنفنا كشعبٍ تعيس..
وهو التصنيف ذاته في العام الماضي… وسيكون نفسه في عامنا الآتي..
فأين تكمن أسباب المُشكلة؟..
هل في الحاكمين… أم المحكومين… أم ذهنيتنا ذاتها هي أساس المُشكلة؟..
أين المُشكلة بالضبط؟..
وفي الرياضة قُدر لنا ألَّا نبتهج – ولا مرة بالغلط – كبقية شعوب الدنيا..
ولا مرة؛ سوى مرةٍ (مرَّ) عليها نحو نصف قرن..
وذلك عندما فزنا لأول – وآخر – مرة بكأس أمم أفريقيا… وكانت مرة يتيمة..
فأين تكمن دواعي المشكلة؟..
هل في إداريينا؟… أم لاعبينا؟… أم حكوماتنا؟… أم – كذلك – في عقلياتنا..
ونحن نعاني – دوماً – من أزمات مياهٍ… وكهرباء..
كحالنا هذه الأيام… وكحالنا في مثل هذه الأيام من العام المنصرم..
وكحالنا – قطعاً – في مثل هذه الأيام من عامنا القادم..
وكل أيامٍ تقابلها أيامٌ سابقات… وأيامٌ قادمات… وأيامٌ في مُقبل السنوات..
فأين المُشكلة يا ترى؟..
فحين يفيض النيل يُقال لنا المُشكلة في الفيضان… فننتظر انتهاء الفيضان..
وعندما ينتهي يقولون المُشكلة في انحسار النيل..
وفي كل الأيام – من كل الأعوام – نسمع المبررات ذاتها… للمشكلة ذاتها..
فأين جوهر المُشكلة؟..
هل هو الفيضان؟… أم الانحسار… أم انحسار القدرة على الابتكار في عقولنا؟..
أين المُشكلة بالضبط؟..
وكحالنا – أيضاً – منذ الاستقلال نظل نتأرجح ما بين حزبيةٍ وشمولية..
حزبية لأعوامٍ محدودات… وشمولية لسنواتٍ ممدودات////..
فأين المُشكلة على وجه الخُصوص؟… أين المشكلة يا أيها الشعب المعلم؟..
أفلا نزعم أننا شعبٌ معلمٌ للشعوب؟..
طيب؛ علمناها ماذا؟… تعلمت منا ماذا؟… استفادت من تعليمنا ماذا؟..
وهل المتألم يمكن أن يُعلم؟..
أم هو كلام والسلام؟… مثل حديثنا عن تأسيسنا الاتحاد الأفريقي لكرة القدم؟..
ثم حالنا سياسياً… يحاكي حالنا كروياً..
أين المشكلة يا ناس (جدودنا زمان)؟… يا ناس (أهل الحارَّة ديل أهلي)؟..
يا ناس (نحنا الساس ونحنا الراس)؟..
أين المُشكلة؟…. هل في (ساسنا)؟…. أم في (راسنا)..
أين (بنت الكلب) هذه؟..
بالضبط؟!.