منى ابوزيد تكتب : أجوَد أنواع البُن..!
28 ابريل 2022م
“خيال الرجل هو أقوى أسلحة المرأة”.. صوفيا لورين..!
عوضاً عن تضييع الوقت في محاولات الإقناع ومقارعة الحجة بالحجة تلجأ إحدى صديقاتي إلى نفخ زوجها بالشكر والثناء، بأن تقوم بتتويجه ملكاً على غيره من أزواج صديقاتها التعيسات غير المحظوظات برجل مثله..!
تقول بذلك من باب التسخين فقط قبل أن “تدخل في الموضوع” على طريقتها الخاصّة جداً “ترمش بجفنيها عدة مرات، ترمقه في دلال، تمنحه ابتسامتها الفاتنة التي تدّخرها لمُناسبات مماثلة، قبل أن تغزو ملامحها المشرقة مسحة حُزن مُفاجئ، وهي “تكشكش” بغوايشها القديمة على نحو يوحي بانزعاجها الشديد من تواضعها منظراً وقيمة، ثم تمط شفتيها في “امتعاض” قبل أن تخاطبه قائلة بأكثر نبرات صوتها وَداعة و”مَسكَنَة”:
ــ هسِّي عليك الله يا عدولي دي غوايش واحدة راجلها مدير قدر الدنيا..؟!
وبعد أن يُجهز “عدولي” على آخر قضمة في طبق الحلوى المفضل تكون الفكرة التي كان يقطب حاجبيه غضباً من مجرد الإشارة إليها قد ازدانت و”تحكَّرت” في منتصف عقله، فيعلن استسلامه التام لها في قالب مُبادِر، وكأنه هو صاحب الفكرة:
ــ يا نونة أقول ليك كلام، ما دام الليلة إجازة وكدا، خلينا نمشي سوق الدهب..!
بعدها تهرع الشَّديدة “نونة” لرواية هذه القصة لنا – نحن صديقاتها- في أقرب مناسبة، وهي “تكشكش” بغوايشها الجديدة – التي يبلغ وزنها أضعاف جرامات الغوايش القديمة – وهي تضحك في خبث وانتصار يليق بمجرمة حرب. المهم في الأمر أنها تحصل في كل مرة على ما تريد من عزيزها “عدولي” بتكرار ذات السيناريو مع بضع تغييرات طفيفة تختلف باختلاف المناسبات وأنواع المطالب..!
اعترف بأنني قد تأثرت يوماً بالفكرة وفكرت في تقليد طريقة “نونة”، حاولت جاهدةً لبعض الوقت لكني وجدت الحكاية في غاية الصعوبة، ليس لأنني غير بارعة في الكذب فحسب، بل لأن منظر زوجي وهو منتفخ الأوداج و”منفوش” كالطاؤوس بعد أن تنطلي عليه ألاعيبي يشعرني بالذنب وتأنيب الضمير، ولو حصلت على ما أريد بتلك الطريقة فسيفسد عليّ شعوري بالذنب استمتاعي بالنتيجة..!
لكن المشكلة في مقارعة الحجة بالحجة والإصرار على استصحاب الندية الفكرية في كل المناقشات الزوجية هي أنها من أطول الطرق – وأكثرها وعورة – للوصول إلى ما تريده الزوجة حقاً. وهو في الغالب طريق شاق ومحفوف بالكثير من العناد الذكوري الذي يستحيل معه الإقناع..!
طيب ما هو الحل، وكيف نتغلب على صَلَف الرجال دون اللجوء إلى ارتكاب الجنح الأخلاقية على طريقة صديقتنا “نونة”. بعض العلماء الخواجات جعلوا من هذه المعضلة موضوعاً لدراسة علمية محققة، فقاموا وقعدوا، ثم أثبتوا بعد ظهور نتجائها أن “فنجان قهوة” متقن الصنع هو أفضل طريقة لاستهلال أي نقاش زوجي..!
الجماعة قالوا إن الكافيين يزيد رغبة الرجال في الاستماع إلى النقاش، لأنه يحسن المزاج ويساعد على الإقناع، فيرفع “سي السيد” رايته البيضاء وهو بكامل قواه القلبية. من يدري لعل السر يكمن في اختيار أجود أنواع البن..!