وفاة المتهم محمد مرسي !!
هكذا اختزلت إحدى القنوات العربية، عملية إذاعة نبأ رحيل الرئيس المصري محمد مرسي، الرئيس الوحيد في تاريخ الدولة المصرية المنتخب ديمقراطياً، عبر عملية انتخابية ديمقراطية حقيقية شهد بنزاهتها العالم بأسره، اختزلت القناة خبر رحيل الرئيس الدكتور محمد مرسي في الجملة المقتضبة الآتية، توفي المتهم محمد مرسي أثناء جلسة محاكمته في قضية التخابر مع حركة حماس !!
* غير أن ذلك الخبر الصغير، قد تحول في لحظات إلى طوفان إعلامي على شاشات ووسائط الإعلام العالمية، ومن ثم تحول إلى حالة برمجية عامة مستمرة في كل الميديا العالمية، فما كان يخشاه الإعلام المصري والإعلام الموالي له الذي حاصر خبر وفاة الرئيس مرسي في بضعة أسطر، قد حدث حينما تفحر الخبر في كل أركان الدنيا، بحيث أصبح على مدى أيام هو الخير الأول على صدر وسائل الإعلام، بما يجره نبأ الموت المبهم للرئيس مرسي من تداعيات مفتوحة، عن ملابسات وفاته والتساؤلات الملحة عن سرعة إنهاء عملية قبره قبل أن يخضع الجثمان إلى معاينة طبية من جهات محايدة !!
* ومن جهة أخرى، ومن حيث أرادت الحكومة المصرية حصر عملية التشييع على عدد قليل من أفراد أسرته، وبعيداً عن أجهزة الإعلام، تحولت عملية الصلاة على الرئيس مرسي إلى صلاة عالمية، لم تقتصر على مساجد وساحات الشرق الإسلامي فحسب، بل اتسعت عملية إقامة الصلاة على الرئيس محمد مرسي إلى مساجد وساحات الدول الغريبة، بحيث لم تحظ صلاة جنازة مثلما حظيت صلاة الغائب على روح الرئيس محمد مرسي، عليه من الله الرحمة والغفران .
* وفي المقابل لم تنجح محاولات تحجيم تداعيات حادثة رحيل الرئيس المصري السابق من قبل القنوات المصرية الخاصة، التي حاولت تجاوز الخبر الباهظ بالاستمرار في تقديم البرامج العادية، غير أن قوة الخبر وسطوته التي اهتزت تحت وطأته الضمائر الإنسانية والقنوات العالمية، دفعت تلك القنوات التهريجية إلى العودة إلى فتح ملف الرحيل المر للرئيس مرسي، ومن ثم محاولة تبني بعض الدفوعات، بأن الرئيس الراحل كان يحظى بالاهتمام والخدمات الصحية!!
# مهما بطن من أمر، فإن الرئيس الراحل محمد مرسي، الرئيس الراحل المنتخب ديمقراطياً، أصبح جزءاً من تاريخ الدولة المصرية، وأن فترة حكمه التي استمرت لعام ستشغل لا محالة صفحات بأكملها من صفحات التاريخ المصري الذي سيبقى للأجيال الباحثة، بحيث لم يكن بمقدور التجاهل والتخامل والاتهام بالتخابر أن يمحو هذا التاريخ، هذا من جهة…
* ومن جهة أخرى، لقد فاتت على النظام المصري فرصة تاريخية لا تعوض، عندما لم تتعامل مع واقعة رحيل الرئيس المصري السابق مرسي، كواقعة وواقع لرئيس سابق للدولة المصرية مهما كان عظم الأحداث ودرجة الاختلافات، ومن ثم تقيم له الدولة المصرية جنازة رسمية وتتلقى واجب التعازي من الشعب المصرى والمجتمع الدولي، على افتراض أنه رئيس مصري سابق أصبح الآن في ذمة الله والتاريخ.
# ليس هذا فحسب، بل أن تذهب الحكومة المصرية إلى أكثر من ذلك، كأن تقوم بعمليات مراجعات كبيرة على حالة وواقع المعتقلين السياسيين، كأن تفرج على كبار السن والدين قضوا مددًا مقدرة في السجون، ذلك أن يكون بمقدور النظام المصري عمل مصالحات وطنية عامة، ومن ثم الإفراج عن كل سجناء الرأي العام، وفتح صفحة تاريخية مصرية جديدة، ومن ثم تنفيس حالات الاحتقان المجتمعي.. و.. و…
* مخرج.. خسر النظام المصري كثيراً جداً من خلال عملية التعامل مع رحيل الرئيس السابق، غير أن الخسارة الفادحة كانت أخلاقية بامتياز، عندما أطلقت الحكومة المصرية العنان لأحمد موسى وزملائه في الإعلام الهتافي المصري الخاص، للقطع بأن الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي، الذي لم تكن جريمته سوى أنه انتخب ديمقراطياً من قبل الشعب المصري، للقطع والزعم من قبل هذا الإعلام بأن مرسي لم يكن إلا جاسوساً وعميلاً ومجرماً.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..