مواصلة لما أوردناه عن حالة الإعاقة والفقر والمرض لأسرة كنا قد نشرنا حالتها في الأيام الفائتة، نشير إلى أن الأسرة ليست من منطقة واوسي كما جاء عن طريق الخطأ، إنما من منطقة البسابير بولاية نهر النيل قرب مدينة شندي.
وبعد الاتصالات الكثيفة التي تلقتها “الصيحة” بعد نشر قصة الاسرة قامت بزيارتها في منطقة البسابير.
كتبت: انتصار فضل الله 26 ابريل 2022م
تسع ساعات قضتها “الصيحة” برفقة أعضاء من منظمة “عون الخيرية” في الطريق من الخرطوم الى ولاية نهر النيل، بهدف زيارة وتفقد أوضاع أسرة تقطن في قرية معزولة منطقة البسابير، تقع على سفوح الجبال في أطراف محلية شندي.
تعيش في القرية ثلاث شقيقات مصابات بإعاقة حركية جراء “لين العظام” الملازم لهن منذ الولادة في حضن أم كفيفة، يفتقدن وجود الأب الذي رحل عن الحياة مبكراً.
1
استقبال حافل تغطت على أجوائه “دموع” الحاضرين من أقارب الأسرة من جهة الأم، الذين كسا الألم والحسرة قلوبهم على وضع الفتيات اللاتي لا تفارق الابتسامة وجوههن، وهن في حالة عدم إدراك لما يحدث حولهن!
2
تحدثت للصحيفة خالة الصغيرات شقيقة والدتهن، بحسرة شديدة، مؤكدة أن وضعهن الصحي كما هو، لم يظهر أي تحسن رغم توفر العلاج، وأشارت إلى أنّ إحداهن كانت “ممددة” على “سرير” داخل برندة تتألم جراء التهاب حاد أصابها منذ أيام، وأظهرت المتحدثة رضاءً تاماً بقضاء الله وقدره.
2
ما وجدته “الصيحة” هناك بمثابة لوحة “سوداء قاتمة” رسمها القدر، عكست حجم معاناة حقيقية في سجن الحياة، طابعه عدم إدراك الأشياء، هذا حال الفتيات يصعب التحدث إليهن والتقاط بوح يعبرن خلاله عن ما يدور بداخلهن والتحدث عن إحساس الإعاقة جراء الغياب الكامل عن تفاصيل الحياة!
3
الأم المكلومة “آمنة”، لم يفارق الأسى قلبها، يسيطر عليها الوجع منذ أن فقدت مولودها الأول بسبب ذات المرض، وهي غير قادرة على النظر إلى صغيراتها بسبب فقدان البصر، ليس لديها سوى الصبر مُحتسبةً مصيبتها عند الله.
4
مرض الثلاث طفلات بذات الداء، يؤكد أنّ الأمر يحتاج إلى دراسات وبحوث طبية لكشف أسبابه ومسبباته.
5
لم يصمت هاتف “الصيحة” من الرنين منذ نشر القصة، حيث استقبل مئات الاتصالات من داخل وخارج السودان لأجل التبرع للأسرة ولمعرفة رقم الحساب.
كان تفاعلاً ضخماً، برهن أن السودانيين بخير، وإن الخير فيهم لا يزال يأخذ موقعه.
وفي هذه الحلقة الختامية تنشر “الصيحة” رقم حساب تلك الأسرة للتحويل إليه مباشرةً دون وسيط، لأنه رقم الحساب الذي مدته الأسرة للصحيفة.
6
رقم الحساب الذي تحصلت عليه “الصيحة” من الأسرة باسم وليد أبو عبيدة علي (2503228).
في ختام الزيارة تقدمت الأسرة بالشكر لكل من ساعد وتفاعل وزار وسأل.
كانت “الصيحة” قد أوردت في أعداد سابقة، تفاصيل مُعاناة الأسرة، وتفاعل سودانيين بالداخل والخارج مع القضية التي حُظيت باهتمامٍ واسعٍ وتعاطفٍ كبيرٍ من الخيِّرين وعامة المواطنين، الذين استجابوا للنداء وتسابقوا لمد يد العون، وتقديم الدعم المالي والعيني وما زال قطار الخير مُتواصلاً.
للاستفسار اكثر الاتصال على رقم الصحيفة
مدير التحرير
0123830901