عبد الله مسار يكتب : الحرب بين أوكرانيا وروسيا (11)
26 أبريل 2022م
قلنا في مقالنا الحرب بين أوكرانيا وروسيا، إن الرئيس بوتين لا يصرح بما يريد، ولا يعرف العالم ما في رأسه وما هي أسلحته التي يستعملها، حيث لديه أسلحة كثيرة لم يستعملها قبل السلاح النووي، فهو يملك القنبلة الكهرومغناطيسية التي في رمشة عين تستطيع أن ترد العالم الى العصر الحجري على الأقل إلى 200 سنة للوراء وتعطل كل التكنولوجيا وأجهزة الاتصال والمواصلات والسلاح وتحويل الكمبيوتر إلى جماد.
وقلنا إنّ روسيا تملك صواريخ بعيدة المدى بسرعة ثلاثين ألف كيلو في الساعة تساوي خمسة وعشرين مرة لسرعة الصوت على ارتفاع عشرين كيلو متراً من الأرض، ويمكن أن تحمل رؤوسا نووية أيضاً لديه أسلحة أخرى لم يستعملها، بعضها سلاح وبعضها وسائل أخرى، منها قرار بوتين بيع الغاز والبترول للاتحاد الأوروبي بالروبل وليس بالدولار، روسيا تبيع يومياً للاتحاد الأوروبي الغاز والنفط بمبلغ 660 مليون دولار.
حَال بَاع بوتين غازه ونفطه لأوروبا بالروبل، فإنه يطلب من الاتحاد الأوروبي أن يدفع لروسيا 6.6 مليار روبل، حيث ان الدولار يساوي الآن 100 روبل، هذه المبالغ ضخمة وليس هنالك مكان آخر يشتري الاتحاد الأوروبي منه هذه المبالغ إلا من روسيا، لأنه ليس هنالك دولة مالكة للروبل عدا روسيا.
وهنا سيضطر الاتحاد الأوروبي أن يشتري هذه الكمية من البنك المركزي الروسي الذي يبيع الروبل مقابل الدولار او اليورو، وبهذه الطريقة يرتفع احتياطي روسيا من العملة الصعبة، ويؤدي ذلك لرفع سعر الروبل مقابل الدولار واليورو، وتنخفض قيمتهما مقابل الروبل، ويكون الروبل قوياً جداً، لأن البنك المركزي الروسي ممنوع ومبعد من نظام السويفت.
وهنا يُمكن أن يصر البنك المركزي بيع الروبل للاتحاد السوفيتي بالذهب، وهنا تكون التكلفة كبيرة، حيث إن سعر جرام الذهب في البورصة العالمية الآن 60 دولاراً يعني أنّ الجرام من الذهب قيمته 6000 روبل، يعني أوروبا مطلوب أن توفر يومياً 11 طن ذهب، وذلك لشراء حاجياته من الغاز والنفط وهذه أرقامٌ فلكيةٌ، وهذا يعني أن روسيا ستمتص في ظرف وجيز مدخرات واحتياطي الذهب من البنوك المركزية الأوروبية.
إذن هذا الارتفاع في الطلب للحصول على الروبل، قطعاً سيزيد نتيجة لارتفاع ذلك في المعاملات والمبادلات التجارية الأخرى، هذا يعني أن الدول الأوروبية سوف تضطر لبيع سلعها لروسيا للحصول على الروبل والتي يصبح فيها الروبل في خانة (العملة الصعبة).
وهذا يعني أن الروبل ستكون عملة متحكمة على الأسعار في الأسواق العالمية بدلاً من الدولار واليورو.
من خلال هذه العملية يتّضح أن الحرب الاقتصادية المُوجّهة ضد روسيا قد تصبح سلاحاً قوياً في يد روسيا أقوى من السلاح النووي.
ملاحظة مهمة أنّ أوروبا لم تحصل حتى الآن على أي دولة تمد أوروبا بالغاز والنفط، حيث حاولت دول كألمانيا أن تشتري الغاز من قطر ولكن لم تحصل على مَطلوباتها، وكذلك لم تُوافق أوبك على زيادة الإنتاج من النفط في العالم، وان فنزويلا وإيران لم يُوافقا على مد أوروبا بالنفط، لأنهما مفروض عليهما عقوبات أمريكية.
إذن أزمة الحرب بين اوكرانيا وروسيا مازالت تتفاعل، وان العالم الجديد يتشكّل، وخاصة لو دخل الذهب في المبادلات التحويلية وصولاً الى المقاصة العالمية.
إذن روسيا تخسر مؤقتاً من الحصار، ولكن أوروبا في النهاية هي الخاسر الأكبر بالرغم من مُوافقة أمريكا على مد أوروبا ببعض نسب من الغاز لا تزيد عن 11% من حاجة بعض من دول أوروبا.
ولن تستطيع أوروبا تحمل زيارة أسعار النفط والغاز ونقص الكميات.
إنها حرب تكسير العظام وتشكل العالم من جديد.