النميري عبد الكريم يكتب : ولاية الخرطوم فاجأتنا الأمطار..؟!
26 ابريل 2022م
كل عام وتفاجأ ولاية الخرطوم بموسم الخريف وهطول الأمطار، مما يفرز تراكم مياه الأمطار في الطرقات والأحياء السكنية والشوارع الرئيسية والمهمة لعدم وجود التصريف الجيد أو عدم صيانة ما هو موجود على قلته من مجاري التصريف والتي أصبحت مكبات للنفايات والأتربة وسوء التخطيط والتنفيذ. موسم الأمطار غالباً ما يبدأ في منتصف مايو، المؤشرات تدل على أن ارتفاع درجة الحرارة والطقس والتغيرات المناخية قد تكن سبباً مباشراً في هطول الأمطار مبكرا بعد المسبب الأول “جل جلاله”، الآن نشهد ارتفاعاً في درجات حرارة الطقس وحرارة ” الجيوب ” قد تنذر بكوارث وفيضانات قد تقضي على البنية التحتية للطرق وكذلك الأسرية.
ولاية الخرطوم ممثلة في وزارة البنية التحتية لعلها قد أعدّت العدة في تنسيق مع المحليات لبدء مشروع نظافة مجاري تصريف المياه وإعادة حفر هذه الجداول لتساعد على تصريف مياه الأمطار داخل الأحياء السكنية والتي تكون سبباً مباشراً في توالد الحشرات والبعوض وتصيب المواطن بالأمراض الفتاكة ومما يتطلب عمل مسح صحي عن طريق رش الولاية بمبيدات جواً.
حتى لا تفاجأ وزارة البنية التحتية بالأمطار التي تغلق الطرق وظهور برك ومستنقعات مائية على الطرقات ومداخل الكباري والأنفاق وتسعى بعد ذلك في إحضار عربات شفط المياه وعلى قلتها وقد يحدث من لا يحمد عقباه ، عليها عمل مسح لتلك الأماكن التي تتجمّع فيها المياه مثل نفق عفراء ، الناحية الشرقية للكوبري النفق بالسوق المركزي ، على سبيل المثال لتتم المعالجة كما كان في السابق بحفر آبار مع السبت تانك لسحب تلك المياه التي قد يكون الوقت غير كاف لعمل مجارٍ جيدة للتصريف….
هناك مقولة تنسب الى الدكتور / المتعافي ، والي الخرطوم الأسبق ، بأنه لا يمكن له خسارة الملايين في عمل مجارٍ لتصريف مياه الأمطار التي تهطل ثلاث أو أربع مرات في السنة ، إلا أن هذه المقولة كانت خاطئة، والدليل أصبحت الأمطار تهطل أكثر من خمس الى سبع مرات في السنة وتحمل بفضل الله كميات كبيرة من المياه وتتراكم بأحياء وتسبب الكثير من الاضرار والأمراض و تمنع خروج الناس إلى أعمالهم.
بدأ الدكتور/ المتعافي مشروع الصرف الصحي لولاية الخرطوم وخطى فيه خطوات كبيرة ووصلت الحفريات على مشارف نقاط تجميع مياه الصرف الصحي جنوب الخرطوم، إلا أن المشروع لم ير النور بعد أن ترك الولاية . لو نظرت الولاية لهذا المشروع على انه يمكن يساعد فقط في نقل وتصريف المياه إلى أطراف الولاية، ويجب مواصلة العمل فيه وعلى اعتباره واحدة من مشاريع البنية التحتية لكان كافياً لخروج الولاية من أزمة تكدُّس المياه في الطرق والمجاري ومنع توالد الحشرات والبعوض التي تكلفة مكافحته عبر الرش السنوي وتوفير العلاج “سابقاً” لا تقل عن انجاز مشروع الصرف الصحي.
تتعرض السيارات في موسم الأمطار إلى أضرار كثيرة وذلك لصعوبة السير في هذه الطرق نسبة لكثرة الحفر والتعرجات التي تسبّب في كسر بلالي العجل والمساعدات الأمامية للسيارات وهي الآن أصبحت غالية جداً غير تكلفة الصنائعي، نقترح على البنية التحتية عمل تأمين تكافلي للذين يودون المساهمة في حالة إصابة سياراتهم تتم المساهمة معهم، على أن يدفع مبلغاً تحدده البنية التحتية عبر مُختصين مع تأكد سلامة السيارة قبل بدء المشروع، بذلك تكون قد خففت على المواطنين الخسائر الكبيرة جراء رداءة الطرق وأفضل المساهمة بعشرة آلاف بدلاً من مائة ألف لشراء الاسبيرات، وعلى أن تكن هذه الإدارة الجديدة مؤقتاً حتى إذا مرت الموسم بدون أعطال كثيرة تذهب هذه المساهمات إلى صيانة الآليات.
لا بد لولاية الخرطوم ممثلة في وزارة البنية التحتية أن تكون على استعدادات دائمة لصيانة الطرق على مدار العام “العمل كثير والجهد قليل” مع توفر الآليات المساعدة لذلك، شراءً كان أو إيجارا والأيدي العاملة، حيث لا توجد جداول تصريف المياه في معظم الطرق الرئيسية والمناطق السكنية، مما يتطلب التخطيط الجيد لحل هذه المعضلة.
على المُواطنين أن يكونوا أمناء مع أنفسهم في سداد ما عليهم من ضرائب ورسوم عبور للمساعدة في توفير بعض الخدمات وعملية الصيانة واستنفار الطاقات الشبابية بالأحياء، ولا بد من تضافر الجهد الشعبي مع الرسمي حتى تنهض البلاد.