ورَحَلَ مُرسِي
*ذات السيناريو الذي وُوري به جثمان الإمام الشهيد حسن البنا في الثاني عشر من فبراير 1949م بعد اغتياله ليلتها، ها هو يتكرّر عصر أمس الأول مع الرئيس المصري المعزول الشهيد د. محمد مرسي.. يتكرّر ذات السيناريو وإن اختلفت أدوات الاغتيال!!
*كلنا يذكر كيفية اغتيال الإمام الشهيد البنا، وكيفية غسله، وكيفية الصلاة عليه، وكيفية قَبره.. فالإمام الشهيد المُؤسِّس – كما تذكرون – فقد توفي بمُستشفى حكومي في القاهرة، متأثِّراً بجراح طلق ناري أُطلق عليه في أحد شوارع العَاصمة في فبراير 1949م.. وفُرضت حراسة أمنية مُشَدّدة على جثمانه عقب الوفاة، ولم يَسمح لأيِّ شخصٍ بحُضُور جنازته ومراسم دفنه باستثناء أسرته.
*فقد قام بالصلاة على الشهيد داخل مصلى المُستشفى على الشهيد (مرسي) بضع رجال؛ بينهم نجله الأكبر أحمد مرسي وزوجته وبعض أقربائه.
*ولعل ذات السيناريو استحضرته زوجة الشهيد مرسي، التي خاطبته بعد الصلاة عليه قائلةً: (ارتقاء الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية الشرعي شهيداً بإذن الله في مَحبسه.. مَاتَ مُنتصراً، واقفاً، شامخاً، رافضاً للظلم)…
*(مات مرسي كما كانت وفاة أستاذه حسن البنا، وشُيِّع كما شُيِّع معلمه البنا رحمة الله عليه).
* قوات الأمن سيطرت على الجثمان الطاهر، ولم تسمح لأحدٍ حتى زوجته وابنته بالاقتراب منه.
*عاش الشهيد مرسي عُمره مجاهداً، صابراً على نصرة دينه ووطنه، ولم يعط الدنية في دينه، ولم يخضع طول حياته لطاغية.. فقد كان قائداً ومثالاً في نصرة الحق، وإعلاء دين الله ومُناهضة الباطل.
*والشهيد يُعد أحد الذين كان لهم الدور الكبير في الدفاع عن قضايا الأمة وعزّتها، وقضية فلسطين، وداعماً لمُقاومتها ونصرة أهلها ومُؤازرتهم.
*تَقُول سيرته الذاتية إنّه أطلق صرخته الأولى في الحياة عام 1951 بقرية العدوة بمركز ههيا بالشرقية، لأبٍ فلاح وأم ربة منزل، وحتى كرسى الرئاسة، وتاريخيه المهني والسِّياسي.
*حَصَلَ على درجة الماجستير في تخصُّصه عام 1978، ثم ترقى إلى مدرِّس مساعد 1979، وتزوّج في العام نفسه من ابنة خاله نجلاء علي محمود إبراهيم، من قرية الشيخ شحاتة، التّابعة لمركز ههيا، وهي حَاصلة على الثانوية العامّة وحافظة للقرآن الكريم، وبعدها سافر إلى أمريكا في بعثةٍ للحُصُول على الدكتوراه في علوم المواد من كلية الهندسة بجنوب كاليفورنيا عام 1982.
*عَلَى المُستوى السِّياسي، شهد عام 1977 بداية تأثُّره بجماعة الإخوان المسلمين، التي انتمى اليها فكرياً، وفي 1979 انضم إليها تنظيمياً، وبدأ نشاطه من خلال القسم السِّياسي بالجماعة عام 1992.
* يُعد أول رئيس مُنتخب لحزب الحُرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان في 2011، وهو الذي دفع به كمرشّحٍ احتياطي في انتخابات الرئاسة، خوفاً من استبعاد خيرت الشاطر، وهو ما حَدَ ثَ بالفعل، وأصبح مُرشح حزب الحرية والعدالة، وأول رئيس مدني مُنتخب في مصر.
*طبت أيُّها الشهيد.. فقد أراد جلادوك أن ينتصروا عليك بحرمانك من حق الإفراج الصحي، ولم يرحموك فرحمك الله وانتصرت عليهم بوهن جسدك، لتكشف بموتك عن قُبح عُقُولهم وقيمهم.