الخرطوم: محمد جادين
تماشياً مع روح الثورة، سارعت قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي إلى الإعلان صراحة بعزل الأمين العام المكلف للحزب، د. أحمد بلال عثمان من منصبه، وتشكيل مجلس قيادة “انتقالي” لتسيير شؤون الحزب حتى انعقاد المؤتمر العام، وأوضحت أن التكييف القانوني للخطوة يُستمد من الشرعية الثورية التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير ونظامه من سدة الحكم. وقالت قيادات الحزب إنها اغتنمت ذات الروح لتصحيح الأوضاع بالحزب، وإعادة الاتحادي الديمقراطي لدوره الطليعي استجابة لتطلعات الجماهير، والسعي لتحقيق أشواق “الوحدة الاتحادية” باعتبار أن عافية الحزب عافية للوطن لكونه حزب الوسط العريض.
شرعية ثورية
وأوضح رئيس اللجنة القانونية بالمجلس القيادي للاتحادي الديمقراطي، محمد الطيب عابدين، أن د. أحمد بلال عثمان بحسب التكييف القانوني مُكلف وليس منتخباً، وأشار إلى أن الأمين العام جلال الدقير هو من أصدر قرار تكليف بلال، ونوه زين العابدين إلى أن خطوة عزل بلال اتخذها المجلس القيادي استناداً على الشرعية الثورية التي اقتلعت البشير، وأكد أن الخطوة تمت بمشاركة واسعة من الشباب ورؤساء الحزب بالولايات، لكون بلال فشل في إدارة الحزب إجمالاً، فضلاً عن عدم تجاوبه مع الحراك الجماهيري والشبابي والانحياز.
ثمن المُشاركة
ودافع نائب رئيس المجلس القيادي للاتحادي محمد يوسف الدقير عن مُشاركة الحزب في النظام المخلوع، وقال إنها تمت لتقديرات سياسية تحتمل الخطأ والصواب، وشدد على أن الأحزاب لا تسقط بل يسقط الأشخاص، وقال “لا ننكر مُشاركتنا في الحكومة، وأذا فسدتُ أنا كوزير أو ارتكبتُ تجاوزات مُستعد للمُحاسبة، أما مشاركتي السياسية فتُحاكمها الجماهير في صناديق الانتخابات”. وأضاف “المسألة السياسية تقديرات وقوى الحرية والتغيير بعضها شارك، وعلى الناس أن لا تُضيّق واسعاً والجماهير إذا عزلتنا فليكن”.
تصحيح المسار
أوضح رئيس المجلس القيادي الانتقالي للحزب الاتحادي الديمقراطي، د. حسن عبد القادر هلال أن عزل أحمد بلال عثمان أتى لتصحيح المسار وصولاً إلى المؤتمر العام الذي فشل في عقده، ومن ثم قيادة الحزب للانتخابات العامة المرتقبة خلال الـ “9” أشهر التي ذكرها المجلس العسكري، وشدّد على أن الانتخابات هي التي تحدد مصير كل حزب احتكاماً للجماهير وصوت الشعب، وقال “الشعب هو من يُقرر في مصير من شارك في الحكومة ومن لم يشارك”.
وشدد هلال على أن الكتلة الحية في المجتمع هي التي صنعت التغيير والثورة، وقال “أنا لا أتحدث عن تكتُّل مُعيّن، والثورة صنعها الشعب السوداني، ونحن جزء من الشعب السوداني”. وأشار إلى أن مُشاركتهم في الحكومة السابقة كانت رمزية إلى أن سقطت، وقال هلال إن الحزب يخشى على الثورة العظيمة أن تتحول إلى فوضى، واستنكر عدم التوصّل إلى اتفاق بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير رغم التوصل إلى توافق بنسبة 95%، وقال “لا أدري في ماذا يتفاوض الطرفان لثلاثة أشهر ونسبة 95% كبيرة وكافية، وكان يجب أن يتم التوقيع على الاتفاق”، ودعا لطريق ثالث للوصول للحل الأمثل دون احتكاكات، وأضاف: “كل ما نتمناه هو الخروج من منطقة الهشاشة إلى التعافي والصمود، لأن السودان يعيش هشاشة اقتصادية وسياسية واجتماعية”.
دعم الحراك
واستنكر ممثل الشباب الثوار الاتحاديين وليد حامد، موقف أحمد بلال من الثورة، وقال إن التنازع مع بلال بدأ منذ وقت مُبكر بعد أن طالبه الشباب الاتحاديون الداعمون للحراك الثوري بفض الشراكة مع المؤتمر الوطني، وأشار إلى أنه في ديسمبر من العام الماضي، أصدروا بياناً أيدوا فيه الثورة وأرسلوا خطاباً لجلال الدقير، أوضحوا فيه أن الأمين العام المكلف لم ينحاز إلى خيار الشعب والثورة، في حين أن الشباب الاتحاديين ظلوا منخرطين في كل تفاصيل الثورة، وأشار إلى أن اجتماعاتهم مع بلال توقفت بعد فشل الأمين المكُلف في إطلاق سراح أحد كوادر الحزب، رغم أنه كان وزيراً للداخلية، فضلاً عن أنه ظل في موقف يعادي الحراك الجماهيري ويصف الثوار بأنهم صبية، وتجمع المهنيين بالشبح، وقال إنه بناءً على هذه المواقف شرعوا في جمع توقيعات من “14” ولاية على قمتها رؤساء الحزب بالولايات أقروا سحب الثقة عن أحمد بلال عثمان، وأكد أنهم أرسلوا نسخة إلى الأمين العام جلال الدقير.