عرض: ام بله النور 24 ابريل 2022م
ظل المركز القومي للمناهج والبحث التربوي يعيش حالة من الصراع الداخلي منذ سنوات طويلة، في النظام السابق كانت هناك إشكالات في البنى التحتية والترقيات، وبعد ثورة ديسمبر ظهرت مشاكل في عمليات تأليف المناهج وتعيين المؤلفين والمجلس العلمي وإقحام السياسة في تلك العمليات، كما تم نقل اهم المؤلفين الى وظائف غير موجودة بوزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم دون الاستفادة من خبراتهم التراكمية في هذا المجال، كما علق خبراء بالمركز القومي للمناهج والبحث التربوي.
صورة قاتمة
وعلمت “الصيحة” انه خلال الفترة الماضية قام المجلس بتعيين مؤلفين في شُعب مختلفة وليست لهم خبرات في تلك الشعب وغير مستوفين للشروط والتي تتمثل في شهادات عليا والعمل في مجال التدريس ما لا يقل عن عشر سنوات. كما دخل المركز في اخطاء كبيرة في كتب اللغة العربية والتاريخ الذي تم إلغاؤه من المنهج، وقال مصدر “للصيحة” ان الصورة ما زالت قاتمة بعد تولي الحوري الوزارة، حيث لم ينظر للمركز بعين الاعتبار ولم يقف على القضايا العالقة حتى الآن. كما ان منصب المدير العام لا يزال خالياً ويدار بمدير مكلف ليست لديه الخبرة الكافية، حيث عمل كمنسق مناهج لشهرين فقط.
نشرة خاصة
يواصل المصدر حديثه قائلاً: هناك مشكلة كبيرة في منهج اللغة الإنجليزية للشهادة الثانوية فيما يختص بالادب الإنجليزي وهو عبارة عن ثلاثة كتب بالمقرر الدراسي، الا ان مدير المركز قام بإصدار نشرة بإيقاف التدريس في بقية الكتب، وأن يكون الامتحان في كتاب واحد فقط بدلاً من اثنين والثالث اختياري، وقام بتوزيع تلك النشرة لكافة الولايات دون الرجوع للشعبة، والتي وضعت دليل الامتحانات على المقررات الثلاثة دون ان تقتصر الامتحان في كتاب واحد فقط كما جاء في النشرة، ليضع الطلاب والمعلمين في مأزق كيفية تدريس بقية المقرر في تلك الفترة الوجيزة مما أدى الى ربكة كبيرة للطلاب.
تعطيل المجلس
ومن الإشكالات أيضاً التي تواجه المركز القومي للمناهج والبحث العلمي كما افاد “الصيحة” مصدر مطلع، تعطيل المجلس العلمي لأكثر من عامين منذ عهد القراي، وتعتبر مهمة المجلس في انه من يجيز المناهج وتوكل اليه كافة القرارات العلمية المتعلقة بالمناهج من تأليف وتصحيح الإجازة. وبحسب قانون المركز سلطاته أعلى من المدير العام. واضاف المصدر ان إهمال المجلس العلمي انعكس بصورة سالبة على تأليف مناهج الصف الثاني متوسط التي يفترض تسليمها لوزارة التربية والتعليم الاتحادية بنهاية مارس الماضي، الا ان المركز لم ينته من تأليفها نتيجة لتوقف المجلس العلمي، ولم يستجب المدير العام للانتقادات التي وجهت له فيما يختص بتجاوزه سياسات المجلس واتخاذ قرارات أحادية والتي تخالف هيكل العمل، ومن القرارات الأحادية ايضا قام بتعيين منسق مناهج غير مؤهل وغير مستوف للشروط، أهمها لم يعمل في مجال التدريس ليقوم بتوجيه رؤساء الشعب الاعلى درجات علمية ووظيفية.
وعبر “الصيحة” يطالب العاملون بالمركز، المجلس السيادي، ضرورة الاهتمام بالمركز القومي للمناهج والبحث التربوي لأهميته في بناء المستقبل العلمي لأبناء السودان.