محمد عثمان الرضي يكتب : البون شاسع ما بين غندور وأنس عمر
22 ابريل 2022م
البروفيسور إبراهيم غندور الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني، رجل دولة بحق وحقيقة، وقائد فذ يمتاز بالصفات القيادية الفاضلة.
بالرغم من الظلم الذي وقع عليه وعلى أعوانه من خصومهم السياسيين، إلا أنه أي غندور لم ينتقم وينتصر لذاته ويفش غبينتو في مُواجهتهم.
روح التسامح وخطاب التصالح والترفُّع عن الصغائر وسفاسف الأمور هي من مقومات القائد الشجاع الذي لا ينظر إلى تحت أقدامه، ويسعى دوماً إلى جمع الصف والوفاق.
قضى غندور ورفاقه قرابة العامين داخل السجن من دون تقديمهم إلى محاكمة، وذلك بغرض الانتقام والتشفي، ولكن عدالة السماء كانت تخفي براءتهم.
كثير من الناس كان يتوقّع من غندور خطاباً تصادمياً عدائياً عقب خروجه من السجن، إلا أنهم تفاجأوا بخطاب مختلف، وذلك لخصوصية المرحلة وتعقيداتها السياسية.
غندور خرج من السجن أكثر قوة وصلابة ومنعةً، وستظهر تجلياته وإبداعاته الجديدة في قيادة الحزب في المرحلة القادمة، وذلك من خلال رؤية جديدة من حيث الشكل والمضمون، وذلك من خلال قيادة شبابية ودماء حارّة لا أول مرّة ستدخل المعترك السياسي.
كعادته دوماً اللواء أمن معاش أنس عمر يميل في خطابه إلى لغة أركان النقاش في الجامعات في التعامل مع خصومه السياسيين، مما يفقده ذلك جانب الحكمة والرزانة والتروي في اختيار مفرداته في الحديث.
خطاب العنتريات والصبينة السياسية لا يتناسب من رجل بقامة اللواء أمن معاش أنس عمر، علماً بأن المرحلة الحالية من عمر البلاد لا تحتمل صب الزيت على النار.
السودان في مفترق طرق يكون أو لا يكون، لا بد من القيادات السياسية الإسلامية أن تعي خطورة الموقف وتسعى وبقدر الإمكان أن تجمع ولا تفرق، وتتّحد ولا تتمزق.
أعبنا على قيادات قحت روح التشفي والانتقام واستئصال الآخر وتشويه صورة خصومهم التي أوردتهم موارد الهلاك وأخرجتهم من المشهد السياسي.
الفرصة مازالت مواتية لقيادات التيار الإسلامي العريض في إعادة ترتيب البيت من الداخل وتقييم وتقويم تجربة الحكم السابقة والعمل على تلافي السلبيات وتقديم نموذج جديد يتماشى ويُواكب متطلبات المرحلة القادمة.