بعد تنصُّل الأمة والاتحادي .. الوثيقة التوافقية.. هل تنتهي أم تمضي إلى غاياتها؟
تقرير: نجدة بشارة 22 ابريل 2022م
في خطواتٍ مُتسارعةٍ، وبعد ساعاتٍ محددةٍ من توقيعهما على الوثيقة التوافقية، نفض حزبا الأمة القومي والاتحاد الديمقراطي الأصل، يديهما وأعلنا عن تنصلهما من التوقيع على (الوثيقة السودانية التوافقية لإدارة الفترة الانتقالية).
وأوضح الأمة في بيان أن رئيس الحزب المكلف فضل الله برمة ناصر وقع على هذه الوثيقة دون عرضها على مؤسسات الحزب، وقطع بأنها لا تُمثل (الأمة القومي)، وزاد البيان الممهور بتوقيع أمينه العام الواثق البرير (إن هذا التوقيع لا يمثل موقف مؤسسات الحزب). وأوضح أن حزب الأمة القومي انتهج مبدأ التواصل مع كافة القوى السياسية من منطلق حرصه على الخروج من الأزمة الوطنية، وأطلق عملية تشاور واسعة حول الوضع الراهن في البلاد، وتشكيل جبهة وطنية عريضة لإنهاء الانقلاب واستعادة الحكم المدني الديمقراطي، وأضاف (صحيح وقع رئيس الحزب المكلف على هذه الوثيقة التي لم تُعرض على مؤسسات الحزب، ولذلك فإنّ هذا التوقيع لا يمثل موقف المُؤسّسات).
الاتحادي يتبرّأ من التوقيع
في ذات السياق، تبرأ الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل من التوقيع على الوثيقة التوافقية لإدارة الفترة الانتقالية والتي وقع عليها عدد من القوى السياسية والتيارات يوم الثلاثاء 19 أبريل.
وقال مكتب الناطق الرسمي في تعميم إن الحزب لم يُفوِّض أي عضو من أعضائه للتوقيع إنابةً عنه في ما طُرح . ويؤكد البيان انه لم يفوض أي عضو من أعضائه للتوقيع إنابةً عنه في ما طُرح من وثيقة وما ورد في الأخبار من توقيع باسم الحزب هو محض ادّعاء . وهذا ما لزم توضيحه.
حل الأزمة
وكان رؤساء وممثلو (79) من الأحزاب و الحركات المسلحة و مبادرات حل الأزمة، وقعوا على (الوثيقة السودانية التوافقية لإدارة الفترة الانتقالية) كمبادرة لحل الأزمة السياسية وتحقيق توافق وطني لإنجاح الفترة الانتقالية في السودان، ورغم التوقيع الا أن حزبي الأمة القومي والاتحاد الديمقراطي الاصل تنصّلا عن التوقيع الذي تم بقاعة وكالة السودان للأنباء، واعتبرا أن التوقيع لا يمثل رأي الحزب وإنما رأي الموقعين عليها رغم اعترافهما بان الحزب من ضمن الأحزاب التي اتفقت على التحالف.
في المقابل، تساءل عددٌ من المُتابعين على منصات التواصل الاجتماعي عن مصير الوثيقة التوافقية عقب تبرؤ حزبي الأمة والاتحادي من الأحزاب ذات الثقل الجماهيري من الوثيقة؟ وهل ستمضي الوثيقة إلى غاياتها بمن حضر ام تحتضر الوثيقة قبل أن ترى النور؟
سوف تمضي
قلّل المحلل السياسي د. عبد الرحمن أبو خريس في حديثه لـ(الصيحة) من تنصل حزبي الأمة والاتحادي من التوقيع على الوثيقة، وقال ان الوثيقة وقع عليها ممثلو 79 حزباً، كياناً، إدارات أهلية، وحركات كفاح، شخصيات قومية، وزاد: إنّ خروج حزبين بالتأكيد لن يُؤثِّر كثيراً على خطوات الوثيقة التوافقية والتي رأي أنها سوف تمضي إلى غاياتها في حل الأزمة، وانتقد مشاركة حزبي الأمة والاتحادي في المشاورات والمداولات التي أفضت الى الوثيقة في نسختها النهائية، وحتى التوقيع من قبل قياداتهما، وأردف بأن تنصلهما يعتبر امرا معيبا وغير منطقي ولا تعبر عن وجود مؤسسة حزبية هيكلية. وبالتالي حزب الأمة أصبح مدعاة للتهكُّم والسخرية, حزب رئيسه في وادٍ وأعضاؤه ومؤسساته في وادٍ آخر.
وأشار في ذات الوقت الى أن حزبي الأمة والاتحادي الديمقراطي من الأحزاب التاريخية العريقة، بيد أن تأثيرهما على الساحة لم يعد سياسياً ودينياً من خلال الأنصار وهم قاعدة حزب الأمة التي ينتمي لها معظم سكان غرب السودان والنيل الأبيض، وطائفة الختمية التي تسيطر على شمال وشرق السودان، وقال إن قادة الحزبين قادوا الناس في مواقف سياسية كبيرة
داخل الأحزاب.