21 أبريل 2022م
ليس هناك من مانع ديني أو مبرر منطقي أو سياسي لرفض فكرة تولي المرأة في السودان رئاسة الجمهورية أو رئاسة مجلس الوزراء، المجتمع السوداني بصفة خاصة والعربي بشكل عام مختلف وغير متوافق في شأن تولي المرأة القيادة انتخاباً أو تعييناً، هناك من يتحجج في معنى الحديث الشريف (النساء ناقصات عقل ودين) والحديث الآخر (لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً) ويفهم من الحديثين في مقصدهما ووجهتهما وهو نقصان في التدين والعقل وليست في المقدرات وعدم انشغال النساء بالشأن العام. وهناك من يتمسك بالنص دون فهمه وقد اخرجت كثير من الأحاديث عن سياقها الصحيح.
وللمتابع فإن النساء اليوم أصبحن يقارعن الرجال في ميدان العمل العام في كثير من الدول العربية، أما في الدول اللاتينية والاوروبية فقد اعتلت المرأة رئاسة الحكومة.
رغم صعوبة الحكم في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية والاجتماعية، إلا أنني بدءا ادعم بشدة ان تتولى الاستاذة هبة الصوفي منصب رئيسة الوزراء، دعوها تنال شرف اول امرأة في التاريخ المعاصر تتولى هذا الموقع، التاريخ السوداني القديم ذكر أن الكنداكة أماني شاخيتي اعظم ملكة في دولة كوش وعلى يدها توسّعت دولة كوش شمالاً لتضم أسوان التي كانت خاضعة لحكم الرومان قبل الميلاد، وقد خاضت أيضاً الحروب ضد الإمبراطورية الرومانية، وقد عثر على مخطوطات اثرية تمت فيها تسميتها بالملكة والحاكم معاً، وقد تولّت العرش بعد الكنداكة أماني ريناس، ويرجح المؤرخون أنهما شقيقتان أو زوجتان للملك تريكتاس.
طالعنا في الاخبار ان تحالف منظمات المجتمع المدني بقيادة الناشطة الاجتماعية نجلاء السماني، قدم رؤية متكاملة لحل الازمة السودانية تحتوي على ثلاثة محاور:
1. عقد حوار مع المكونات السودانية
2. تقديم برنامج إسعافي لدعم الفترة الانتقالية
3. ترشيح الدكتورة هبة الصوفي لرئاسة مجلس الوزراء
وبعد البحث والاطلاع على السيرة الذاتية لمرشحة منظمات المجتمع المدني لرئاسة مجلس الوزراء الناشطة أم درمانية المولد والنشأة هبة محمد مكي الصوفي والدها المهندس محمد مكي محافظ الشؤون الهندسية بمحافظة الخرطوم في عهد الرئيس الأسبق نميري، وهي حفيدة جدها لوالدتها الاستاذ احمد سليم حامد الذي عمل كمدير شؤون الرئاسة بعد الاستقلال، وعمتها الاستاذة السريرة مكي الصوفي، مصممة علم السودان، تخرجت في جامعة الأحفاد للبنات من كلية علم النفس ورياض الأطفال عام ٢٠٠٠ تخصص لغة انجليزية بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، كما حازت على جائزة أميز خريجة لتدريس اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية، حصلت على درجة الماجستير في الآداب من جامعة النيلين عام ٢٠٠٤، تعد الآن رسالة الدكتوراه في التخطيط الاستراتيجي، العلاقات الدولية، عملت كمساعد خاص للناطق الرسمي لبعثة الأمم المتحدة في الخرطوم ٢٠٠٥، كما عملت مسؤولاً عن المراسم والعلاقات الحكومية للممثل المقيم للأمم المتحدة في السودان بعثة يونيمس ٢٠٠٦ – ٢٠١٠.
الكنداكة هبة الصوفي عُرف عنها الالتزام الديني والأخلاقي والوسطية، واعتزازها بالهوية السودانية واحترام العادات والتقاليد، ودعمها لقضايا الشباب ونبذ القبلية والجهوية، تميزت بدبلوماسيتها الناعمة وإيجاد حلول مستدامة مُبتكرة، فقد كان لها الدور الفعّال في تحسين وتوطيد العلاقة بين الحكومة السودانية والأمم المتحدة حين كانت في أسوأ حالاتها من عام 2015 حتى الآن.
المتابع والمهتم بأنظمة الحكم والجندر يجد في السودان نساء كثرا تولين مناصب تنفيذية وسياسية حتى وصلن بعد ثورة ديسمبر المجيدة لمنصب الوالي بولايتي الشمالية ونهر النيل، عموماً النساء نافسن الرجال في تحقيق التنمية والرفاهية لشعوبهن وكُنّ متميزات في أدائهن. ومن أبرز النساء اللاتي تولين منصب الرئاسة عالمياً وعلى سبيل المثال لا الحصر “تساي اينغ وين” تايوان، الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا، مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا التي اشتهرت بالمرأة الحديدية، السيدة “جويس باندا” رئيسة ملاوي، السيدة ايلين جونسون سيرليف رئيسة ليبيريا، انجيلا ميركل مستشارة ألمانيا التي تولت منصبها عام 2005 والتي فازت بثلاث دورات متتالية وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب الرفيع في ألمانيا، ولا أنسى بناظير بوتو رئيسة وزراء الهند.
في تقديري حظوظ الاستاذة هبه في تولي المنصب اكبر بكثير من الأسماء المطروحة لما تحمله من خبرة ومؤهلات تمنحها الأفضلية مقارنةً بالأسماء المطروحة الآن.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،