عبد الله مسار يكتب : فولكر والركوب على التندة
20 ابريل 2022م
قلنا في مقالات سابقة، إن هذا الفولكر هو أكاديمي ألماني، عمل في التدريس في الجامعات الألمانية، ثم ذهب مساعداً لرئيس بعثة الأمم المتحدة في كل من سوريا والعراق وجاء الى السودان بعد خطاب د. حمدوك الخلسة اللعين بطلب بعثة أممية للسودان يثبت أركان حكم قحت الأولى.
وجاء ومعه شحنة كبيرة من الاستعمار والشعور بالعظمة والزهو، ليكون المسؤول الأول عن البعثة في السودان في دولة شعبها معلم يعلم الأمم القيادة والريادة، ودولة لها حضارة وتاريخ ضاربٌ في القِدم، وله دروس في التعامل مع الأجانب وخاصة الغربيين وخاصة في عهد أوروبا الاستعماري.
جاء الى السودان وهو يحمل تفويضاً محدداً ولكنه اراد ان يتمدد وصار كذاك الأعرج الذي في بلد العمى يقدل. وجعل لبعثته وصاية على الشأن السوداني ثم ذهب ليطرح مُبادرات في حل المشكل وينادي كل الناشطين من احزاب ولجان مقاومة وشباب ومرأة ضد قهر النساء. ويتحدث إليهم ويرسم لهم الخطوط التي يمشون عليها في بلدهم ليحقق مشروعه الذي جاء من أجله!!!
بل ذهب ابعد من ذلك حيث يدعي أن لديه تفويضاً من الأمم المتحدة ومن الرئيس البرهان ليدعو اطرافاً يحددها هو لحوار ليحدد مصير السودان!!!
وهو يتحدث عن أصحاب المصلحة وفق تعريفه وهم قحت والحزب الشيوعي، وبعض لجان المقاومة اليسارية، وبعض من النساء اليساريات العلمانيات، وبعض من الشباب المستلبين فكرياً وثقافياً، وبعض من اساتذة الجامعات من ذات الملل، وبعض ناشطي البلاط الغربي من مُحامين ومُستشارين!!!
وجعل من هؤلاء الجوقة هم المعنيون بالحوار وحل المُشكل السوداني، بل هم الذين يود أن يجهزهم ويملكهم زمام قيادة السودان، وبهذا يقدم أقلية قليلة العدد والعدة والعتاد لتكون هي القائدة للفترة الانتقالية وجمع معه لذلك ولد لبات الشيوعي الموريتاني وحتي بلعيش!!!
الآن يعمل فولكر ليل نهار ليجمع هؤلاء لهذا الحوار ويود أن يجلس على قمة التربيزة، ويقول هؤلاء هم اهل السودان اجتمعوا حتى قيادتي ووفق مشيئتي ليقرروا في مصير أربعين مليون سوداني!!
وهو مصمم المشروع الاستعماري الجديد ليأتي بمجلس وزرا ء مدني ومجلس سيادة مدني ولجنة امنية من البرهان وحميدتي لتحرس هؤلاء كشرطي وهم يحكمون!!!
ثم بهذه الطريقة والتفكير الساذج يود أن يمرر مشروعه العلماني الاستعماري وكأنما نحن أهل السودان الآخرون على رؤوسنا الطير!!!
إن هذا الألماني فولكر يسعى بما استطاع أن يمرر مشروعه الاستعماري العلماني على كل الأمة السودانية على أساس أنّه حَلٌّ لقضية حكم الفترة الانتقالية!!!
الآن فولكر يعد قوائم الحضور لهذا الحوار الذي يديره هو ويحدد موضوعاته ومخرجات هذه القضايا، ويدعو من هُم على منهجه وشاكلته ويبعد الآخرين، إن هذا المشروع الاستعماري لن يُكتب له النجاح في السودان ولن يحقق غايات فولكر وولد لبات ولن يجد تأييداً ومساندة من أهل السودان.
نحن في القوى السياسية والمجتمعية والإدارة الأهلية والطرق الصوفية لن نسمح لفولكر أن يمرر مشروعه العلماني الاستعماري على حساب ثقافة وإرث وتاريخ السودان وعلى اغلبية اهل السودان، ولن تقوم البذرة التي يزرعها فولكر في أرض السودان!!
إن حل قضية السودان في حوار وطني سوداني سوداني دون تدخلات استعمارية اجنبية.
ولذلك دعوتنا لأهل السودان أن نسعى بيننا في الحوار السُّوداني السُّوداني الذي يضم كل القِوى السِّياسية والمُجتمعية والأهلية والقوات المُسلّحة والدعم السريع والقوات النظامية والمُوقِّعين على اتفاقيات السلام حوار جامع لا يستثني أحدا إلا من أبى.
يعدل الوثيقة الدستورية، ويُعلن برنامج محدود للفترة الانتقالية، ويقيم ميثاق لأهل السودان وفق الثوابت الوطنية، ويعمل إعلان مبادئ جامع، ويحدّد الانتخابات وكيفية إقامتها، ويعالج قضايا المعاش والأمن والعلاقات الخارجية، ويطرد فولكر ولد لبات وكل الأجانب الذين لا يلتزمون بالقوانين والأعراف الدبلوماسية، ويُبعد عن السودان كل أضرار التدخلات الأجنبية ويجعل القرار الوطني هو الذي يسود.
إنّ فولكر الآن يؤسس لقيام دولة مُستعمرة يهيمن عليها الاستعمار ويكسر قواتها المسلحة ودعمها السريع وقواتها النظامية ويُقسِّم البلد ويوزعها ويتدخّل في شأنها الداخلي. ولكن فولكر كان يظن أنه راكب المقعد الأمامي، ولكن هو الآن راكب في التندة وقريباً يغادر السودان مطروداً ليسجل له ذلك في تاريخه، إن ارادة الشعوب لا تُقهر. يا فولكر إن إرادة الشعب السوداني لا تُقهر، لا يغرنك العُملاء الذين يلتفون حولك الآن وغداً لناظره قريب!!!
كلمة أخيرة للبرهان. قُد حواراً سودانياً سودانياً، ثبت به الدولة والحكم، وأبعد السودان من شواكل فولكر وولد لبادت لا خير فيهما!!!
ويا أهل السودان يجب أن نُوقف مشروع فولكر الاستعماري الغربي الانتهازي، وخاصةً أنّ العالم يتشكّل والرئيس الفرنسي ماكرون قال انتهت هيمنة الغرب على العالم.
يا فولكر.. السودانيون شعبٌ عريقٌ وقويٌّ ما محتاج لأمثالك يتعلّمون الزيانة في رأسه، إنّها مهزلة!!!