*وتحت العنوان هذا نفسه كتبت كلمةً - من قبل - أشرت فيها إلى ظاهرة (الكثرة السالبة) في بعض مناحي حياتنا.. *والكثرة هذه لا تخلو من (محاكاة!!) في العديد من الجوانب.. *فالمتسولون - مثلاً - يُحاكي بعضهم بعضاً في أسلوب الشحدة (الملحاح) وكأنما الواحد منهم له دينٌ عليك.. * فالمسألة لم تعد متوقفة عند محطة (الـله كريم، كريم الـله) كما في عهودٍ مضت حين كان المتسولون (مهذبين).. *و(ستات الشاي) يحاكي نفر ٌمنهن أخريات في بيع (حاجات تانية!!) إلى جانب ما يبعن من قهوة وشاي وكركدي.. *وأصحاب الكافتيريات (الكثيرة) يُحاكي كل منهم الآخر في جعل (الساندوتش) عبارة عن خبز و(دواقة) و(شمومة!!).. *وأهل الإنقاذ - من الشباب - يحاكون كبارهم في ترديد مفردات بعينها من شاكلة (أحسب) و(يتنزل) و(ينداح) ومفردة (هكذا) التي تعني عندهم (إلى آخره).. *ولكن المحاكاة الأكثر إثارة للغيظ فهي تلك التي في بعض مجالات الإبداع مثل الشعر والقصة والغناء.. *فكل يوم نحن لدينا - على الأقل - مطرب جديد، أو شاعر جديد، أو قاص جديد.. *ثم لا تستطيع أن تميز بين (الكثيرين) هؤلاء - بسبب دقة المحاكاة - إلا بالصورة.. * بل وربما يصُعب التمييز حتى بالصورة هذه للسبب نفسه... *فلا الشعر (مفهوم)، ولا القصة، ولا الأغنية... *فمفردة (الأنثى!!) - مثلاً - تجدها بـ (كثرة) في قصيدة الشاعر هذا بمثلما تجدها في قصيدة الشاعرة تلك.. *وعبارة (أجنحة السكون!!) تجدها بـ (كثرة) في قصة القاص (الفلاني) بمثلما تجدها في قصة القاص (الفلتكاني).. *ومصطلح (المسافة!!) تجده بـ (كثرة) في غناء الشابة هذه بمثلما تجده في غناء الشاب ذاك.. *والآن إن جاز لي أن ألخص أزمة (الكثرة) في مجالي الشعر والقصة - تحديداً - فيمكن أن أقول إنها تتمثل في (الاستسهال!!).. *(يعني) الواحد من هؤلاء يستسهل (الحكاية) ما دام هناك (محاكاة) ومعها شيء من (الغموض!!).. *فمفردة (أنثى) من هنا وكلمة (مسافة) من هناك ومعهما (شوية غموض) و(خلاص).. *ثم بعد ذلك يُصدق (بتاع الأنثى!!) أنه قد صار شاعراً- بالفعل- فيتعجل الشهرة عبر (الطرق!!) على بوابات الصحف والإذاعات والتلفزيونات.. *ويفعل (بتاع المسافة!!) الشيء ذاته بعد أن يُصدق أنه قد غدا قاصاً.. *و(أحسب) أن المحاكاة (تتنزل) علينا - في زمان الثمانين حزباً ووزيراً - لـ (تنداح) شعراً وروائيين ومذيعين ومطربين وكاتبات أعمدة.. *ثم تنداح - أيضاً - متسولين (أجانب) يكاد الواحد منهم أن (يقلع) ما عندك بـ (البونية!!).. *و ..........(هكذا!!!!). |